المبدأ الاساسي في الديانة المندائية

التوحيد : هو المبدأ الأساسي الأول الذي ترتكز عليه التعاليم المندائية ،والنصوص السماوية في كتاب( الكنزا ربا ) العظيم غنية بهذه الحقيقة الربانية ، وما لـهذا المبدأ من تاثير حقيقي وابداعي يمس اعماق نفس الإنسان المندائي واخلاقيته ، لذا امتازة الشخصية المندائية المتأصلة بالايمان وبالطيبة والتواضع المفعم بنور الحقيقة ، وبما ان المندائيين هم اول الاقوام التي عرفت الرب الخالق الواحد سيد الاكوان جميعاً ، وهم اول من هتف باسم عظمته واول من سجد وعظمَ وبارك جلالة قدرته ، ولإن بداية طريق الحقيقة في العالم الدنيوي المتجسد أبتدأ بداية ناجحة بالايمان ونشر المعرفة الإلهية في هذا العالم عن طريق الرسل والانبياء والحكماء ، ( واولهم النبي آدم عليه السلام وما انزل عليه من صحف مباركه هي الوثيقة السماوية = الكنزا ربا ) ، لذا ما من شعب او قوم او امة او طائفة او قبيلة بدائية او حتى نائية ، منذ بداية فجر التاريخ البشري والى يومنا هذا إلاوينطوي في معتقداتها شيء من الحقيقة المندائية حول التوحيد ومعراج النفس وخلودها ، ووجود سرّ عظيم قادر ومتمكن من تسيير نظام الوجود ، وصار هذا الشعور المتأصل هو الشعور المشترك بين الإنسانية جمعاء وبه حافضوا على إنسانيتهم ، وبرغم هذا الاتجاه التوحيدي الذي ظهر بالديانات يبقى الدين المندائي ألاول الذي قدم مفهوم واضح وثابت عن مبدا التوحيد .
تؤكد التعاليم المندائية عن وجود حق واحد مطلق ، هو الأصل ، يستحيل تذهنه أو تصوره لأنه يتعالى عن كل ملكات التصور والادراك ، وجود أحُادي قائم بذاته ، محاطاً بهالة اشعاعات نوره وضيائه في سكينة تامة وفيض مطلق ، { هو الحيّ الذي من ذاته كان ... وفي ضيائه استكان ، من هيأته استقام ، وفيها مختفيا ً أقام ، ضياءه منه ينبثق ، ونوره منه ينطلق ، وفوق نوره وضيائه هو متقن نوره من ذاته ، ومنتشرٌ هو من ذاته } ،،
ان بركتك وطيبتك وعظمتك
يا ملك النور العظيم تتفتح وتنطلق ولا يمكن تحديدها ، ولا احد يمكنه ادراكها او معرفتها ما عدا تلك الحياة التي في ملكوتك .... ليس هناك اسم كأسمه ولا يوجد من يستطيع ان يعرف اسمه الحقيقي أو يدرك طبيعته } الكنزا ربا ؛

ثانكس