في مكان ما في فرنسا في سنة ما من سنين هذا العالم الفاني كان هناك رجل عجوز عمره خمسون عاماً اسمه يحيى ويعمل في محل صغير ..
هذا المحل يقع في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية إبن اسمه (جاد)، له من العمر سبعة أعوام .
اعتاد الطفل (جاد) أن يأتي لمحل العم يحيى يومياً لشراء احتياجات
المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم يحيى ويسرق قطعة
شوكولاته , في يوم ما، نسي (جاد) أن يسرق قطعة حلوى عند خروجه فنادى
عليه العم يحيى وأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الحلوى التي يأخذها
يومياً !
أصيب (جاد) بالرعب لأنه كان يظن بأن العم يحيى لا يعلم عن
سرقته شيئاً وأخذ يناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة
حلوى مرة أخرى .
فقال له العم يحيى :” لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ، وكل يوم وعند خروجك خذ قطعة الحلوى فهي لك” .
فوافق (جاد) بفرح .
مرت السنوات وأصبح العم يحيى بمثابة الأب والصديق لـ (جاد)، ذلك الولد الاليهودي ..
كان (جاد) إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم يحيى ويعرض له
المشكة وعندما ينتهي يُخرج العم يحيى كتاب من درج في المحل ويعطيه
(جاد) ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية من هذا الكتاب وبعد أن يفتح (جاد)
الصفحة يقوم العم يحيى بقراءة الصفحتين التي تظهر وبعد ذك يُغلق الكتاب
ويحل المشكلة ويخرج (جاد) وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته ..
مرت السنوات وهذا هو حال (جاد) مع العم يحيى، الشخص المندائي كبير السن غير المتعلم !
وبعد سبعة عشر عاماً أصبح (جاد) شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم يحيى في السابعة والستين من عمره ..
توفي العم يحيى وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب
الذي كان (جاد) يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه (جاد) بعد
وفاته كهدية منه لـ (جاد) ، الشاب اليهودي !
علم (جاد) بوفاة
العم يحيى عندما قام أبناء العم يحيى بإيصال الصندوق له وحزن حزناً
شديداً وهام على وجهه حيث كان العم يحيى هو الأنيس له والمجير له من
لهيب المشاكل .. !
ومرت الأيام ..
في يوم ما حصلت مشكلة لـ
(جاد) فتذكر العم يحيى ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له، فعاد للصندوق
وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم في محله !
فتح (جاد) صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب بلغة غريبة وهو لا يعرفها ،
فذهب لزميل له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها !
وبعد أن شرح (جاد) مشكلته لزميله أوجد الحل لـ (جاد) !
ذُهل (جاد) وسأله : ما هذا الكتاب ؟
فقال له : هذا هو الكنزا ربا ، كتاب المندائيين !
فرد (جاد) وكيف أصبح مندائي ؟
فقالزميله : أن تنطق الشهادة المندائية و ان تتبع الشريعة المندائية
فقال (جاد) : ((( اكا هيي اكا ماري اكا مندا اد هيي.
اكا باثر نهور
بسهدوثا اد هيي وبسهدوثا اد ملكا ربا راما اد
نهورا
الاها اد من نافشي افرش.
اد لا باطل ولا مبطل اشمخ ياهيي وماري ومندا اد هيي. )))
و قام بعمل المراسيم الدينية المندائية لعمل ذلك
أصبح جاد مندائيا واختار له اسماً هو “جاد الله المندائي” وقد اختاره تعظيماً لهذا
الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب
الكريم ..
تعلم (جاد الله المندائي ) الكنزا ربا وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أصبح على يده ستة آلاف يهوديي ونصراني تحولوا من الى المندائية
في يوم ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح الكنزا ربا الذي أهداه له
العم يحيى وإذا هو يجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة
أفريقيا توقيع العم يحيى و مكتوب له اهدي الجميع الى المندائية
فتنبه (جاد الله المندائي ) وأيقن بأن هذه وصية من العم يحيى له وقرر تنفيذها ..
ترك أوروبا وذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول
المجاورة لها ، قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين
إنسان تركوا دينهم و اصبحوا مندائيين.. !
وفاته ..
(جاد الله المندائي) ، هذا المندائي الحق،
قضى في المندائية 30 سنة سخرها جميعها في الدعوة لله في
مجاهل أفريقيا و أستطاع جمع الملايين من المندائيين
ولكن، لماذا أصبح جاد مندائيا ؟
يقول جاد الله المندائي ، أن العم يحيى ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل “يا كافر” أو “يا يهودي” ، ولم يقل له حتى “كن مندائيا ” .. !
تخيل خلال سبعة عشر عاما لم يحدثه عن الدين أبداً ولا عن المندائية ولا عن اليهودية !
شيخ كبير غير متعلم عرف كيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالمندائية و بالكتاب المقدس الكنزا ربا
ملاحظة / احداث القصة دارت قبل الأف السنين و أن شاء الله الماضي سوف يعيد نفسه
و يضهر لنا جاد الله المندائي من جديد
أرجوا ان تنال القصة اعجابكم
الأحد مارس 06, 2011 4:34 am
